فَلَمَّا رَأَوْا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا. وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا

الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا. (متى 10:2-١١) 
جاء الميلاد وتراوحت أفكارنا مُجدّدًا كالميلاد الذي قبلهُ: ماذا أُقدِّم من الهدايا لعائلتي، لأمي وأبي وأولادي وأخواتي وإخوتي؟ لأقربائي وأصدقائي وأحبّتي وحتى لنفسي؟ أكثر ما يشغل الناس في الميلاد هي فكرة الهدايا!
جاء الميلاد بأعظم هدية على مرّ التاريخ البشري وهي هدية طفل المذود، الرب يسوع المسيح - لهُ المجد!
لنتأمل في هذهِ القصة الميلادية عن دور المجوس الحُكماء وهداياهم المُقدمّة لصاحب الميلاد الرب يسوع المسيح وهدايانا نحن المُقدّمة لذواتنا وأحبّتنا؛ لربما كانت هذهِ الخلفية التي انطلقت منها فكرة تقديم الهدايا... كثيرًا ما غيّب إبليس عن عيوننا حقيقة صاحب الميلاد، وهدف الميلاد، والمعنى الحقيقي لعطايا الميلاد، وقادنا في برية الإنسان القاحلة التي تطلب ولا تشبع.
كانت هدايا المجوس مُقَدّمة فقط للطفل يسوع وليس لأحدٍ آخر. قدّموا كنوزهم وسجودهم للرب يسوع المسيح وحدهُ... قدّموا ذهبًا ولُبانًا ومُرًّا. فكما تقول بعض التفاسير المُتناقلة كان من الشائع – خاصة في الشرق – أنه لا يظهر أحد أمام ملك أو أيِّ شخصٍ ذي أهمية، دون تقديم هدية. وبالنظر إلى ما يعتقده هؤلاء المجوس في هذا الصبيّ، ليس من المُسْتَغرَب أن يقدِّموا مثل هذه الهدايا الفخمة. ويقال أيضًا بأن الذهب يُشير إلى المُلك، واللبان - أي البخور - يشير إلى الألوهية والمُرّ إلى الموت، وأيضًا كانت هناك استخدامات للّبان والمُرّ في عهد الذبائح.
المسألة ليست ما نقدّمهُ لعائلاتنا وأحبّتنا - وبالطبع ليس هناك أي مانع من تقديم الهدايا للأصدقاء والأحبَّة وأفراد العائلة، لكن يجب ألّا ننسى صاحب الميلاد وننشغل بالمدعوّين... اسأل نفسك: 
ما الذي أقدّمه ليسوع في هذا الميلاد؟
هل قدّمت لهُ قلبي وحياتي التي هي أغلى ما أملكهُ في هذا العالم؟ هل قدّمتُ لهُ صلاتي لتستقيم كالبخور قُدّامهُ (مزمور 2:141)؟ 
فكِّر معي قليلًا عن الهدية التي تُرضي قلب الله؟ 
إن أفضل وأعظم هدية تُقدّمها للرب يسوع المسيح - صاحب الميلاد - هي حياتك وقلبك. 
نعم لنُقدِّم حياتنا، وطاعتنا، وإيماننا، وخضوعنا، وسجودنا للرب يسوع المسيح، وليكن هذا الميلاد ميلادًا من نوعٍ آخر، ميلادًا مُختلفًا كمًّا ونوعًا بحسب قلب الله. وإن كُنت ما زلت تبحث عن هدية تُقدمّها لمُحبيك وحتى لنفسك، قَدِّم يسوع المسيح فهو أعظم هدية تنالها مجانًا - بدون مُقابل.