ما أعظم محبة الله، وما أسمى نعمته! لقد انتهت سنة 2023 ولم تنتهِ بعد سنة الرب المقبولة...

ألسنا نرى في ذلك لطف الله وإمهاله وطول أناته؟! ولكن لا بدّ لإمهاله وطول أناته من نهاية، لأن نعمة الله المقدِّمة خلاصًا لجميع الناس لها زمان محدود، ومن يعلم النهاية؟ متى انتهى زمان القبول ودقّت آخر لحظة من ساعة الغضب... آه من ذلك اليوم القادم! إنه يوم قتام وظلام، يوم ضيق عصيب لم يحدث مثله منذ ابتداء الخليقة إلى الآن، ومن يدري متى ينتهي زمان النعمة ويحلّ مكانه يوم النقمة الرهيب – يوم غضب الخروف... ومن يستطيع الوقوف؟
ألسنا نرى بعيوننا بوادر الغضب المخيف والدينونة الرهيبة بصورة لم يسبق لها مثيل؟ إن المحنة القاسية التي يجتازها العالم بأسره وخاصة في شرقنا الأوسط وشرقي أوربا من حروب طاحنة مستمرّة ليلاً ونهارًا، التي ملأ لهيبها الجو والأرض والبحر – إن هذه كلها مع ما يصحبها من ويلات مريعة يراها الجميع اليوم.
ليت صوت الإنذار الإلهي إلى جميع البشر بل إليك أنت أيها القارئ العزيز - إن لم تكن قد رجعت إلى الله بالتوبة والإيمان بالرب يسوع - بأن تهرب لحياتك... تهرب من الغضب الآتي، إننا نتوسّل إليك بكل ما أوتينا من قوة، وبما أودع الله في قلوبنا من محبة واشتياق لنفسك الخالدة بأن ترجع الآن – قبل أن تنتهي من قراءة هذه المجلة، وأن تسلّم قلبك قبل فوات الفرصة إلى الرب يسوع الذي وضع حياته لأجلك فوق الصليب لكي ينقذك من الغضب الآتي ومن الدينونة الرهيبة ويهبك الحياة الأبدية. "لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا." (رومية 23:6)
والمجلة إذ تودّع العام الفائت بفضل الرب عليها متغنّية بحمده – تبارك اسمه – لمعونته وتعضيده لها... وتدخل العام الجديد – عامها الـ 52 في خدمة الفادي - بملء الثقة واليقين في مؤازرته لها التي بها وحدها يتسنّى لها رغم كل الصعوبات أن تؤدّي خدمتها لمجد اسمه المبارك، وبنيان نفوس قديسيه، وتوصيل بشارة نعمته ومحبته للبعيدين إلى أن يجيء في المجد ويجمع إليه كل مفديّيه "وهكذا نكون كل حين مع الرب." (1تسالونيكي 17:4) "آمين. تعال أيها الرب يسوع."